طابع بريد تذكاري يحمل صورة كلارا زيتكن
article comment count is: 0

كلارا زيتكن واليوم العالمي للمرأة.. تعرف على القصة

في الثامن من مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، تمجيدًا وتقديرًا لمحاولات المرأة على مر العصور للحصول حريتها واستقلاليتها، وعلى حقوقها الكاملة والمساواة في المجتمعات المختلفة.

اختلفت الآراء حول الملابسات التي جعلت من هذا اليوم هو يوم المرأة العالمي، ولكن الثابت والمتفق عليه أنه كان اقتراحًا من سيدة ألمانية تدعى كلارا زيتكن.

التعليم

بدأت كلارا، التي ولدت في الخامس من يوليو عام 1857، حياتها في عائلة متوسطة لأب ألماني وأم من أصول فرنسية، حيث كان أبوها رجلًا متدينًا يعمل كناظر في المدرسة وعضوًا في الكنيسة، مما أتاح الفرصة لكلارا للعمل كمدرسة ثانوية في بداية حياتها، بعد أن عاشت العائلة في قرية صغيرة انتقلت إلى مدينة لايبزيج الألمانية لتتلقى كلارا تعليمها في كلية لايبزيج للمعلمات للبنات، وهذا هو ما أعطاها فرصة التدريس في المستقبل.

مع تخرج كلارا وانخراطها في النشاط السياسي وتحديدًا مع التيار الاشتراكي الألماني في عهد رئيس الوزراء الألماني بسمارك، الذي عارض الاشتراكية وضيق الخناق عليها، مما اضطر كلارا للهجرة إلى زيورخ عام 1882، ولكنها بعد ذلك غادرت إلى المنفى للمرة الأولى، وكان منفاها هو باريس، وأثناء وجودها في باريس تلقت كلارا تعليمها في مجال الصحافة والترجمة، وأثناء تواجدها في باريس كان لها الدور الأكبر في تأسيس المجموعة الاشتراكية الدولية.

وعلى المستوى الشخصي تزوجت كلارا من أوسيب زيتكن لتحصل على لقبها الجديد، ولتنجب منه ولدين يصاب زوجها بعد ميلادهما بأمراض شديدة وخطيرة تؤدي إلى موته بعد بضعة أشهر، مما جعلها تنتقل إلى شتوتجارت وتتزوج مرة أخرى من أحد الفنانين.

الدخول للحياة السياسية

بدأت كلارا المعترك السياسي بعد تعرفها على زوجها أوسيب، فكانت تشارك في الاجتماعات الاشتراكية مما تسبب في نفيها، وبعد عودتها من المنفى أصبحت رئيسة تحرير صحيفة “المساواة” التابعة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وكانت لها إسهامات كبيرة على المستوى السياسي في الأحزاب اليسارية المعارضة في ألمانيا، حيث عارضت السياسات الحكومية وقتها وعارضت أيضًا الحرب العالمية الأولى والقرارات الألمانية وقت الحرب، وظلت تتدرج في المناصب المختلفة حتى أصبحت أحد أهم أعضاء الحزب الشيوعي الألماني.

السر في مخاطبة القلوب

عرف عن كلارا اهتمامها الشديد بحقوق المرأة، وخاصة المرأة العاملة، فيقول الكثيرون أنها كرست حياتها للدفاع عن القضايا النسوية في حقوق العمل والاقتراع في الانتخابات، حيث أنها كانت مصرة على نقل الصورة التي يتم النظر بها للمرأة في المجتمع للعالم كله، وساعد كلارا على ذلك لسانها الفصيح الذي اشتهر بمخاطبة القلوب قبل العقول، مما ساعدها على نيل حقوقها وحقوق النساء العاملات في ألمانيا.

وكان من أشكال دفاع كلارا عن حقوق المرأة أنها طالبت بحقوقهم في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، حيث وضعت للمرأة الألمانية صوتًا يسمعه العالم كله، وأحد أشكال ذلك هو مطالبة كلارا في أحد المؤتمرات بأن يكون الثامن من مارس هو يوم عالمي للمرأة، فكانت أول من طالب بمثل هذا اليوم تزامنًا مع بعض الحركات النسوية التي كانت تحدث حول العالم وقتها، والتي اتخذتها سلمًا للدفاع عن القضية التي تحارب إليها طوال عمرها.

وقد حصلت كلارا على معظم ما طالبت به، منها هذا اليوم، فهي لم تكن تطلب لنفسها شيئًا بل كانت تدافع عن حقوق العمال، وحقوق النساء المهدرة، وبسبب ما أحدثته كلارا من ضجة عالمية، وبسبب نشاطها السياسي أيضًا، نفيت مرة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي، وقضت هناك ما تبقى من عمرها حتى توفت عام 1933، وتكريمًا لها نثر رمادها بجوار جدار الكرملين في روسيا.

واشتهرت كلارا على مر التاريخ بأنها من أوائل من طالبوا بحرية واستقلالية المرأة، والمساواة بين الجنسين في شتى مجالات الحياة، ولا زالت النساء حول العالم تعيش في الحريات التي كان الفضل في بعضها هو هذه السيدة.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً