في عام 1966 أنتجت السينما المصرية فيلم “مراتي مدير عام” وهو فيلم كوميدي أكد على أهمية دور المرأة في العمل باعتبارها شريكًا أساسيًا في الكفاح، وقصة الفيلم كانت تتمحور حول المديرة “عصمت فهمي” التي تترأس فريقًا من الرجال لتتمكن في النهاية من إنجاح المؤسسة التي كانت تعمل بها.
وبعيداً عن قصة الفيلم، تعد فكرة وصول المرأة لمنصب قيادي أمرًا مثيرًا للكثير من النقاشات ووجهات النظر المتباينة؛ فالبعض يفضل المرأة كمديرة في العمل والبعض الآخر يفضل الرجال، ولكن هناك دراسة علمية أعدتها مؤسسة جالوب الأمريكية توصلت إلى أن 33% من الموظفين يعملون بجدية حين تدير المرأة، وهذه النسبة تقل إلى 25% حين يكون المدير رجلاً، فكيف يمكن للمرأة أن تدير فريقًا من الرجال بشكل احترافي:
1) روح الفريق
خلال عام 2011 حَلَّل “كيم السيسر” وهو محاضر في جامعة كاليفورنيا إجابات أكثر من 60 ألف شخص، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن أغلب الموظفين وحتى النساء يفضلن المدير الرجل، وقال المشاركون في الدراسة إن المديرات في بعض الأحيان قد يميلوا ناحية التسلط واتخاذ قرارات منفردة.
على المرأة التي تدير فريقًا من الرجال الابتعاد تمامًا عن التشبث برأيها بشكل مبالغ فيه، فالموظفين يصبحون أكثر إنتاجية وإبداعًا وفعالية في بيئة عمل تعاونية، وهو ما يعني الجلوس معًا على طاولة العمل وإخبار الموظفين بشكل مباشر وصريح بأهداف المؤسسة ثم البدء في تنفيذها بعد توكيل المهام بشكل إبداعي وفعال، حينها سيشعر هذا الفريق بالتقدم.
2) قواعد محددة للتعامل
حتى تحقق المرأة هدفها من عملها وتحقيق النجاح، يجب عليها الالتزام ببعض القواعد البروتوكولية الهامة في التعامل مع فريقها.
على سبيل المثال يجب ألا تتحدثي بنبرة عالية أو بنعومة زائدة كما يُفضل الابتعاد عن الضحكات الرنانة، هذا بالإضافة إلى الالتزام بالمظهر اللائق في اختيار الملابس، والفصل التام بين الصداقة والعمل؛ كما يجب أن يكون هناك حدود واضحة في التعامل بين المرأة وفريقها.
3) وجود خطة عمل
هناك فروق في التفكير بين الرجل المدير والمرأة المديرة نابعة من الاختلافات الطبيعة بين المرأة والرجل؛ على سبيل المثال المرأة تركز على التفاصيل والرجل يركز على الصورة الكاملة، كما أن المرأة تفضل طرح الأسئلة والاستفسارات بشكل مستمر بينما يميل الرجل إلى الاختصار.
وفي دراسة أعدتها كلية الأعمال النرويجية B1 خلصت إلى أن قيادة النساء أفضل في أربع فئات وهي: المبادرة والانفتاح والقدرة على الابتكار والتواصل الواضح.
ومن أجل تجنب الصدام مع فريق العمل يُفضل أن تجهز المرأة خطة عمل مكتوبة وواضحة تسرد فيها أهداف العمل ومهام كل عضو حتى لا يحدث أي خلاف لا طائل من ورائه، كما يجب على مديرة العمل أيضًا أن تتفهم مسألة الاختلاف في طريقة التفكير وأن تراعي مهارات كل عضو من أعضاء الفريق.
4) تشجيع الموظفين
لا يميل الرجال في مجتمعاتنا الشرقية لقبول فكرة أن تكون المرأة في منصب المدير، ويشعرون دائمًا بعدم الارتياح في كونهم تحت قيادة سيدة، ولكن من الممكن أن تتغير تلك الصورة إذا شعر فريق الرجال أن المرأة تسعى لتطوير مهاراتهم ولا تستعلي عليهم ولا تتسلط ولا تستبد، ولهذا يجب على المديرة أن توفر الثقة لفريقها وتشعرهم بالأمان الوظيفي كما يجب أن تدعم قدراتهم وتعمل على تطويرها من خلال التعلم والتعليم أثناء العمل.
5) التواصل الفعال
من أهم الأمور التي تيسر على المرأة مسألة قيادة الفريق هي التواصل بشكل فعال، إذ يجب على المديرة أن تستمع لموظفيها وتكون منفتحة لتلقي التعليقات والآراء من الزملاء، ويجب أن تملك شخصية قوية في العمل خاصة وإن كان فريقها من الرجال.
في النهاية تحتاج الإدارة قبل كل شيئ إلى عقل منفتح قادر على التنسيق باحترافية بين إدارة الموظفين والعمل، كما تحتاج للكثير من المرونة والبعد عن الروتين والقواعد الجامدة للعمل، وهي مهمة يمكن للمرأة القيام بها حتى لو كانت تترأس فريقًا من الرجال.
كلام جميل وسهل التطبيق
شكرا إيمان على متابعتك