article comment count is: 0

مقدرش على مديره.. اتشطّر على الموظفين!

لدي صديق كان يعمل كمُشرف مبيعات بإحدى الشركات الكبيرة في مصر، وذات يوم بينما كان صديقي في إجازة من عمله وكنا معًا نقضي بعض الوقت، تلقى مكالمة من مديره ودار الاتصال حول المبيعات واقتراب نهاية الشهر.

كنت أجلس على مسافة من صديقي، وكنت اسمع صوت مديره بوضوح يوبخه ويصب عليه جام غضبه ويطالبه بأن يتصرّف الآن – دون أي اعتبار للإجازة- فقام صديقي بعدها بالاتصال بعدد من مندوبي المبيعات الذي يديرهم، وقام بدوره بتوبيخهم وصب غضبه عليهم وكان يتوعّدهم.

تذكرت حينها قصة من قصص “كليلة ودمنة” الشهيرة، وهي قصة “الحمار والبردعة”، والتي تحولت إلى مثل شعبي “مقدرش على الحمار اتشطر على البردعة”، والقصة في مجملها تتناول فكرة تحويل العضب من السبب الرئيسي لأي مشكلة لشخص أو سبب هامشي.

 معظم الشباب الذين يعملون في مناصب إدارية اشرافية في بداية الأمر قد يتعرضون لمثل هذه الضغوط نتيجة لقلة الخبرة في التعامل مع الأهداف والنتائج من ناحية وإدارة الموظفين من ناحية أخرى والتعامل مع مديريهم من ناحية ثالثة، فهذا يضعهم في ضغوط لم يعتادوا عليها من قبل ويزيد من هذه الضغوط رغبتهم في إثبات أنفسهم.

في السطور التالية نتعرّف على بعض الأساليب التي قد تساعد هؤلاء المشرفين الشباب في إدارة ضغوط العمل التي يتعرضون لها بسبب ضغط مُديريهم عليهم والتعامل معها بدلاً من تمريرها لموظفيهم.

1- توقّع الأسوأ واستعد له

من أقوى الأساليب التي لربما تساعد في هذا الوضع هو توقُّع أسوأ السيناريوهات الممكنة، الأسلوب ببساطة هو أن تتخيل كل السيناريوهات السيئة التي لربما تحدث في عملك من إهمال الموظفين أو عدم تحقيق النتائج المرجوة، أو تأخر أحد الموردين.

تخيّل أن كل سيناريو منها قد حدث فعلاً واسأل نفسك، كيف ستتصرف الآن؟ ضع لكل سيناريو خطة ومجموعة إجراءات بديلة إذا وقع هذا السيناريو بالفعل وضع في خطتك اشخاص أو موظفين قد تتصل بهم ليساعدوك بسرعة.

هذا الأسلوب يجعلك تُلم بكثير من التوقعات التي ربما تحدث وتعيق عملك وبالتالي يساعدك كثيراً في إدارة أى ضغوط مُفاجأة من خطة واجراءات مُعدة مُسبقاً.

2- لا تترك المشاعر تقودك

عادةً الضغوط في العمل تُحفّز مشاعر الغضب والقلق وربما الخوف، والتي إذا تمكنت منك لن تساعدك بالتأكيد على التركيز، في ظل أنك تحتاج إلى استجماع تركيزك لتدبر أمرك وتُفكّر في البدائل والحلول.

الغضب والقلق لن يحلا شيئًا بل يعملان على تعقيد الأمر وتُضيّع الوقت الذي هو المورد الاهم للتعامل مع الضغوط العاجلة، فالأفضل لك أن تستغل الوقت في التركيز والتفكير عوضاً عن التوتر والقلق.

في المقابل أنت تحتاج إلى التنفيس عن غضبك وقلقك إذا غلبتك تلك المشاعر، والأداة الافضل في هذه الحالة هي التعبير عن المشاعر واستخراجها أما بالكتابة أو بالمشي، والكتابة تساعدك ليس فقط على التنفيس عن تلك المشاعر ولكن أيضًا على رؤية الأمور كلها أمام عينك وصبها من عقلك على الورق.

3- شارك فريق العمل

بدلاً من أن تبذل وقتك ومجهودك في التفكير في المشكلة، استثمرها بتجاوز المشكلة وابدأ في التفكير في الحلول مباشرة، وبدلاً من أن تنقل لفريقك مشاعر غضبك وقلقك انقل لهم المشكلة كشركاء في الحل وأدعوهم للتفكير في حلول، فأعضاء الفريق لديهم اقتراحات حتى وإن كانوا هم أنفسهم أحد أسباب المشكلة.

وعليك أن تُذكّر نفسك حينما كنت يومًا موظف مثلهم، غالباً كانت لديك رؤية في الأمور وكنت لا تطيق أن يعنفك مديرك لغضب مديره منه فتعامل مع فريقك من هذا المُنطلق ولا تخسر فريقك.

4- تنفّس بشكل صحيح

نعم كما قرأت، التنفس الصحيح هو أحد أدوات تفتيت الضغوط والتغلّب عليها في العمل، فعليك أن تتنفس طرق التنفس الصحيحة والتي تساعدك على الاسترخاء والتركيز.

5- اطلب المساعدة

ربما الضغوط التي يضعها مديرك عليك هي بسبب أنه لم يفهم أسلوبك في العمل أو لأنك انت لم تدرك بعد ما هو اسلوبه في العمل.

اكتب لمديرك تطلب منه المساعدة بشكل مهني أو ان تطلب منه النصح والتوجيه لتفهم ما يريده منك بالطريقة التي يريدها منك، ذلك أيضًا يساعدك على اكتساب خبرات لما تتعرض لها أنت من قبل ويساعد في تقليل حِدة التوتر في العلاقة بينكما.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً