يحدث مع الكثير من النساء مستخدمات الإنترنت التعرض لمضايقات ورسائل مسيئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يحدث ذلك مع الاستخدام الشخصي للإنترنت فقط بل يحدث داخل مكاتب العمل أيضًا، ولكن كثيرات لا يعرفن أن ذلك يعتبر تحرش جنسي إلكتروني ولا يعرفن كيفية مواجهته.
منظمة العفو الدولية أجرت استطلاعًا في عام 2017 شمل 4,000 امرأة من 8 بلدان، ووجدت أن أكثر من %76 قد تعرَّضن للإساءة أو المضايقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرف الموقع الأمريكي “أوقفوا التنمر” التحرش الإلكتروني بأنه إساءة تحدث عبر الأجهزة الرقمية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، ويحدث التحرش الإلكتروني من خلال الرسائل النصية القصيرة أو الرسائل النصية أو التطبيقات أو عبر الإنترنت في وسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو الألعاب، حيث يمكن للأشخاص عرض محتوى ما أو المشاركة فيه أو مشاركته.
ويتضمن التحرش الإلكتروني إرسال أو نشر أو مشاركة محتوى سلبي أو ضار عن شخص ما، ويمكن أن يشمل تبادل المعلومات الشخصية أو الخاصة عن شخص آخر يتسبب في إحراج أو إذلال.
أشكال التحرش الإلكتروني
يجب أن نتفق أنه لا توجد صيغة محددة للتحرش الإلكتروني، لأن الأمر قد يختلف من فتاة لأخرى، حيث يتم ابتزازها ومضايقتها من خلال أشياء شخصية لا يعرفها سواها، ولكن لنتفق أن أي ألفاظ نابية وتعليقات جارحة هي تحرش إلكتروني ومن أشكالها:
- طلب المواعدة واللقاء في مكان ما، بغض النظر عن مكان إرسال الرسالة فإن أرسلها من زميل عملتعتبر تحرش إلكتروني ما دامت العلاقة بينكم لا تسمح بذلك.
- مشاركة المعلومات الشخصية عن شخص ما، لإحراجه أو إذلاله، أو لتعريض سلامته الشخصية للخطر .
- نشر أو إرسال “ميم” مسيء عبر تطبيقات العمل الجماعية مثل (Slack ، Google Hangouts).
- نشر تعليقات، شائعات، ثرثرة عن زميل في العمل.
لا شيء يبرر ما يقدم عليه المتحرش من أفعال حتى لو كانت الناجية مخطئة في حقه، هذا لا يبرر تقديم أي إيذاء لأي فتاة تحت أي ظرف كان، سواء على الإنترنت أو غيره، ويُحتمل أن يكون المتحرش ذو صلة بالموظفة نفسها ويحاول أن يوجه لها بعض المضايقات خلال عملها، وقد يعبر التحرش عن عدم رضا العميل عن أداء الشركة مثلًا، وقد يدل على كره لمدير الشركة أو رغبة في الاحتجاج عن طريق إرسال رسائل إلكترونية مسيئة للجميع.
بشكل عام هذا النوع من التحرش شائع في بلادنا بكثرة، ولأنه ليس لدينا دراية عن أن هذا النوع من الأذى يصنف على أنه تحرش جنسي فإننا نحتاج إلى نشر تلك الثقافة لمعرفة ما لنا وما علينا وهنا سنناقش بعض الطرق لمقاومة التحرش الإلكتروني في بيئة العمل.
كيفية مقاومة التحرش الإلكتروني
• أطلبي منه التوقف بشكل مباشر وحازم، إن أمكن، هذا سيساعدك أيضًا في توثيق المضايقات الإلكترونية غير المرغوب فيها.
• يجب إبلاغ الإدارة أو قسم الموارد البشرية عن الواقعة؛ لأنه بموجب القانون يلتزم صاحب العمل بإجراء تحقيق في جميع الشكاوى المتعلقة بالتحرش في مكان العمل.
• أحيانًا توجد الكثير من التعليقات السخيفة التي لا تعرفي أصحابها على وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها هشة وضعيفة ولا تعبر عن أي شيء غير مدى النقص لدى صاحبها ولكن في بعض الأحيان قد يزداد الأمر ويتطور إلى أن يعتبر بمثابة سلوك إجرامي أو تهديد جنسي صريح، في تلك المواقف يمكن أن تحملي الأمر بجدية وتذهبي إلى مسؤول الموارد البشرية ليساعدك في التصرف ويقترح عليك بعض الحلول. وفي أحيان أخرى يكون من الأفضل اتباع تقنية معرفة الرسائل المجهولة لمعرفة الفاعل والتواصل معه بشكل مباشر، ويمكن في اسوأ الأحوال تبليغ مباحث الإنترنت عن التعليق المؤذي وفي تلك اللحظة سيُترك لهم الأمر ليتصرفوا وفقًا له.
• يجب أن نهتم بفكرة التحرش الإلكتروني ونحملها محمل الجد لأن هذا الأمر قد يتسبب في إيذاء نفسي لكثيرين ويضايقهم لأيام طويلة دون أن يدري أحد بذلك، كما قد تشكل المضايقة الإلكترونية سلوكًا مسيئًا أو مضايقة جنسية.
• من المهم جدًا الاحتفاظ بدليل التحرش الجنسي حتى تعرفي كيف تتصرفين وتتخذين خطوة بدليل قوي، فإذا أتى شخص ما وهددك بشكل مستمر يمكن الاحتفاظ بلقطات شاشة متعددة لتحرشه وتعليقاته السيئة، ويمكنك طباعتها كذلك لحين اتخاذ خطوة، لأن المتحرش قد يحذف تعليقاته في أي وقت.
التحرش الإلكتروني من الأمور السيئة التي تحدث للكثير من النساء وتؤثر عليهن وعلى حالتهن العامة وترفضن الحديث أو الاعتراف بأنها أزمة، لهذا لا داعي للصمت والاستمرار في التعرض للأذى، خذي خطوة عملية حتى لو تطلب الأمر تبليغ مباحث الإنترنت لأنه من حقك أن تعملي في بيئة إلكترونية آمنة.