44% من الموظفين يشعرون بالإرهاق النفسي أحيانًا، و23% يشعرون به دائمًا، هذه الأرقام كانت نتيجة لدراسة أجرتها مؤسسة Gallup للتحليلات على 7500 موظف في الولايات المتحدة.
من الطبيعي أن يشعر الموظفون بالإرهاق بسبب ضغوطات العمل المختلفة، سواء من الأشخاص أو المشاريع والواجبات العملية، ولذلك في بعض تلك اللحظات يحتاج الموظف/ة فقط إلى إجازة نفسية، فما هي هذه الإجازة؟ ومتى وكيف يحصل الموظف/ة عليها؟
1- الأسباب
هناك ثلاثة أسباب للإرهاق النفسي للموظفين، حيث أن بعض التغيرات التي تحدث في أجواء العمل حتى ولو كانت صغيرة تؤثر على الموظفين بشكل كبير.
السبب الأول، هو مشاكل الحياة الخاصة، فمشاكل الحياة خارج العمل تشتت الذهن وتجعل التفكير يحيد عن أمور العمل بشكل دائم، ولذلك فمن الطبيعي أن تؤثر تلك المشكلات على العمل.
والسبب الثاني، متعلق أيضًا بالحياة الخاصة، ولكن يتعلق بإهمالها وعدم وجود وقت لها بسبب العمل الكثير، وذلك الإهمال أيضًا يصنع المشكلات ويشتت الذهن وبالتالي يصبح من الصعب التركيز مع العمل، وهنا تظهر حلقة مفرغة من التعب النفسي، وهذا يقودنا للسبب الثالث.
السبب الثالث هو الاحتراق الوظيفي، فعندما يزداد الاهتمام بالعمل وضغوطات العمل بشكل لا يحتمل يصاب الموظف بمتلازمة الاحتراق الوظيفي، التي تجعله مرهقًا طوال الوقت، ولا يستطيع التمييز بين حياته الخاصة والعملية.
2- الأعراض
أولًا: عدم القدرة على استقبال المشاريع الجديدة، فمن الطبيعي في أماكن العمل استقبال المشاريع والواجبات الجديدة بشكل دوري، ولكن هناك بعض الموظفين الذين يشعرون أنهم لا يستطيعون أن يتعاملوا مع هذه الواجبات، وبالتالي يظهر حاجز نفسي بين الموظف ومهماته، هنا يجب التوقف على الفور، والحصول على إجازة.
ثانيًا: قلة التركيز، فجميعنا نمر بتلك اللحظة التي نشارك فيها في اجتماع أو في شرح للمهمات الجديدة، ولكننا نفقد التركيز، ولكن إذا زادت هذه اللحظات أو أصبحت تطول لمدة كبيرة، هنا أيضًا يجب التوقف والحصول على إجازة في الحال.
ثالثًا: النوم الكثير، فالنوم الكثير دليل جذري على أن العقل يرفض استكمال ذلك الروتين، ويرفض الذهاب إلى العمل أيضًا، وهنا تبدأ المشكلات في التفاقم، فسيوصم الموظف بالتأخير والإهمال، وستخرج الأمور عن السيطرة، رغم أن علاجها بسيط.
3- الحصول على الإجازة
حسنًا، فكيف نحصل على ذلك اليوم؟ لا تقل لي أنني سأذهب إلى مديري لأقول له أنني سأحصل على إجازة لأنني لست في مزاج جيد.
حسنًا، هذا ما يجب أن تفعله، يجب أن تصارح مديرك بالحقيقة، لا داعي للكذب فهو ضغط نفسي آخر وأكبر، فقط ابلغ مديرك وقل له إن ذلك سيعود على العمل بالنفع لأنك لا تستطيع أن تؤدي مهامك بالشكل الأمثل طالما ستظل بهذه الحالة، وصدقني، معظم المديرين يتفهمون ذلك ويقبلونه.
ولكن إذا لم يتفهم، فلا بأس أن تقول له أن لديك أسباب شخصية، فمن الطبيعي ألا يسألك عن أسبابك الشخصية، ففي النهاية هو مديرك فقط وليس طبيبك النفسي، وبالتالي سيحل ذلك السبب الأمر برمته.
فقط لا تنس أن تختار الوقت المناسب، فإذا طلبت إجازة لأي سبب في الوقت المليء بالضغط في مكان العمل والشحن بين الموظفين، فلن ترفض إجازتك فقط، بل ستوصم بالانسحاب من أوقات الضغط أيضًا، وذلك غير محبذ في العمل.
في هذه الحالة يمكنك فقط أن تأخذ قسط من الراحة لمدة خمس دقائق كلما تشعر بأن ذهنك قد انطفأ، واستمر في العمل حتى تأتي فرصة سانحة.
4- كيف تقضي ذلك اليوم
هناك نصيحتان فقط لقضاء ذلك اليوم، الأولى ألا تخرج من المنزل، فالخروج من المنزل يعني أنك سترهق جسدك ومن المحتمل أن ترهق ذهنك أيضًا، وهذا سينفي سبب الإجازة من الأساس، فلا تظن أن الخروج سيجعل ذهنك يبتعد عن العمل.
والنصيحة الثانية هي أنه عند مكوثك في المنزل حاول أن تريح جسدك وذهنك قدر المستطاع، ولا تستقبل أي بيانات أو مكالمات من عملك، فقط تظاهر بأنك لا تعمل من الأساس لمدة يوم واحد.