article comment count is: 0

مخلوقات لا تمل.. هكذا نقول مرحبًا بالعام الجديد!

كانت الفترة الأولى من انتشار وباء كورونا صعبة على الجميع في كل بقاع العالم، ولكنها كانت أصعب على الأمهات العاملات واللاتي أجبرن على إدارة نوبات غضب الأطفال وتسهيل عملية التعليم عن بعد، هذا بالإضافة إلى الترفيه عن أطفالهم المكبوتين في المنزل، وإدارة شؤون البيت كل هذا إلى جانب محاولة العمل والإنتاج.

ثم جاء عام 2021 وبدأت الأمور تتحسن إلى حد ما، عاد الأطفال إلى مدارسهم وانتظمت شئون البيت، والآن انتهى عام 2021 وسندخل عامًا جديدًا.

الأمهات وخطة العام الجديد

“أنا أحب جدًا وضع الخطط فالموضوع هواية محببة لدي”، هكذا بدأت الكتابة الروائية والصحفية هويدا أبو سمك حديثها معي عن خطة العام الجديد؛ تقول هويدا أنها تحلم هذا العام بكتابة رواية جديدة كما أنها وضعت خطة محكمة لكتابة المزيد من المقالات في مختلف المواقع الإلكترونية.

على عكس هويدا، لا تضع سهير رمضان خطة محكمة في بداية عامها الدراسي ولكنها تلتزم بروتين ونظام محكم لا تحيد عنه أبدًا من أجل تحقيق أحلامها.

تعمل سهير كمدرسة لغة عربية بإحدى المدارس الخاصة، ولديها طفلان وترى أن الروتين أكثر نجاحًا من الأهداف لأنها حين تلتزم به ستتحقق الأهداف من تلقاء نفسها.

أما أماني نبيل، وهي أم لثلاث بنات وتعمل في كتابة المحتوى، فقد أخبرتني أن أهدافها وخططها لهذا العام مختلفة كثيرًا عن الأعوام الماضية؛ ذلك لأنها قررت تحديد أهدافها بدقة على عكس العشوائية التي كانت تميز خططها في السابق.

تضيف أماني أنها كانت تخفق في تحقيق أهدافها لأنها كانت بعيدة عن الواقعية ولا تتناسب مع ظروف حياتها ولكنها هذا العام تأمل أن تحقق النجاح، وبالنسبة لمريم سليمان والتي تعمل في مجال كتابة المحتوى التربوي ولديها طفلتان فإنها كانت تنسى وسط زحمة الحياة أن تضع أهداف للعام الجديد ولكنها قررت هذا العام أن تكون أكثر تنظيمًا.

أحلامنا وأطفالنا.. كيف نحقق التوازن

ضحكت هويدا حين سألتها عن كيفية تحقيق التوازن بين أحلامها وأطفالها وقالت لي أنها لا تعرف حتى الآن كيف تحقق التوازن؛ تضيف هويدا أنها ترمي بنفسها وسط ركام المسئوليات والأمور التي عليها تحقيقها دون أن تشعر: تستيقظ صباحًا لتذهب بصغيرتها إلى الروضة ثم تعود إلى أعمال المنزل بعد ذلك تعكف على عملها ثم تحضر طفلتها من الروضة لتذهب بعدها إلى تمرين الجمباز، وأخيرًا في الليل تكتب في نصها الأدبي، تقول لي هويدا أنها تنسى أحيانًا أن تنام.

أما سهير فلأن عملها نظامي تستطيع السيطرة على أمور حياتها وتنجح في التوفيق بين عملها وأطفالها، وتخبرني سهير أنها تطلب المساعدة من الأهل فيما يخص رعاية صغارها أثناء دوامها المدرسي، على عكسها لا تستطيع مريم أن توازن أبدًا بين البيت والعمل وعادة ما ترجح كفة على الأخرى وأماني أيضًا تخبرني بأن محاولة تحقيق التوازن من أكثر الأمور التي تؤرقها فهي تجاهد بشدة حتى لا يطغى عملها على مهامها الشخصية ومسئوليات بناتها، جربت أماني شتى الطرق حتى توصلت إلى نتيجة مرضية لها؛ وهي العمل والكتابة وقت نوم أطفالها.

ماذا عن أهداف العام الماضي

حققت هويدا الكثير من أهداف الماضي حيث كتبت العديد من المقالات في أكثر من موقع إلكتروني وقضت وقت طويل بصحبة أطفالها ونجحت أيضًا في تقوية اللغة الإنجليزية لدى طفلتها الصغيرة.

على جانب آخر لدى هويدا مجموعة قصصية قيد الطباعة حاليًا، سهير أيضًا حققت الكثير من أحلامها على الصعيد المهني حيث ترقت في عملها لتصبح رئيسة قسم اللغة العربية، واستطاعت كذلك أن ترعى أطفالها وتوفر لهم الكثير من الحب والاهتمام.

أماني أخبرتني أنها لم تنجح حتى في تحقيق نصف أحلام الماضي وذلك لأنها لم تكن أحلام واقعية ومريم لم تضع أحلامًا ولكنها حققت بعض النجاح الذي لم تكن تتوقعه في عملها وتأمل أن يكون هذا العام مثمرًا، ما يؤرق مريم بشكل خاص أنها لا يمكنها العمل تحت ضغط إذ يجب أن يكون ذهنها صافيًا تمامًا حتى تستطيع الكتابة.

أنا أيضًا لم أحقق كل أحلام العام الماضي، ولكني اقتنيت أجندة جديدة وقررت أن ابدأ من جديد، لماذا؟ لأننا نحن الأمهات مخلوقات لا نكل ولا نمل ولن نتوقف عن الحلم، حتى لو أخفقنا سنستمر بوضع أهداف ومخططات للمستقبل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً