هل هناك خطوات محددة للوصول إلى النجاح؟ بالطبع لا، لن تسأل أي من الأشخاص الأكثر نجاحًا عن أسرار نجاحه فيقولها لك بنية أن تستخدمها أنت لتنجح، فستسمع دائمًا جملة: “هذه هي تجربتي، وليس شرطًا أن ينجح مع الجميع ما نجح معي”، ولذلك فأي حديث عن مقومات نجاح يجب أن يحكى في سياق تجربة خاصة، ولا أزعم أنني أمتلك نجاحًا، ولكنني أملك تجربة قادتها خمسة قرارات صحيحة إلى الاستمرار.
1- التعبير عن الموهبة:
عندما تحب مجال ما ستجد نفسك تلقائيًا تطلب إضافة كل من يعمل به على Facebook، عسى أن تلفت نظر أحدهم فيكون نقطة بدايتك، ولكنك لن تلفت النظر في شيء أنت لا تنشره من الأساس، وهذا ما حدث معي، كنت أحب الكتابة، ومنصتي الوحيدة هي حسابي الشخصي على Facebook، ولذلك كنت أعبر عن مدى حبي لهذا المجال بشتى الطرق، وكان ذلك هو السبب في أن أكتب أول تدوينة لي على الإنترنت بشكل محترف.
2- الاجتهاد حتى في أصغر الأشياء:
عندما تأتيك فرصة صغيرة فأنت لن تتركها أنا واثق من ذلك، ولكن لا تهملها، في البداية تجد نفسك متحمسًا بشدة لما تفعله، ومع الاستمرارية تجد نفسك تقوم بما كنت تتحمس إليه بملل بداعي الواجب فقط، وهنا يأتي شيطان الاستسلام، وهذا يكون أول اختبار لشخصيتك العملية، فإذا نجحت فيه ستجد فرصة أكبر على بابك، ولكن لن تأتي هذه الفرصة دون أن يرى الجميع اجتهادك في الصغائر التي تقوم بها، فلا تقل أن تلك هي بعض القطع الصغيرة التي لا يجب أن أمنحها جل تركيزي، فذلك الإخلاص هو ما ينشئ الثقة بينك وبين من يبحث خلفك لتعمل معه، حتى دون أن تعلم أنت.
3- استغلال الفرص:
هذه الفرصة الجديدة التي نشأت من الإخلاص في الكتابة الحرة كانت السبب في تحقيق كل ما يمكن أن أسميه إنجازًا، ومنذ اليوم الأول علمت أنني سأكون متدربًا صغيرًا، في الوقت الذي كنت قد بدأت فيه الدراسة في مجال آخر صعب للغاية، بالإضافة إلى أنني كنت أكرهه وكان علي الاختيار بين أن أصب رأسي على قالب دراستي فقط، أو أقسمها بين الدراسة والعمل فيما أحب، هنا يكون القرار سهلًا للكثيرين، لماذا أبدأ كمتدرب صغير في مجال لم أدرسه رغم أنني يمكنني أن أضمن مستقبلًا آمنًا إذا ركزت فقط على دراستي؟ ولكنني اخترت المخاطرة، واستغللت تلك الفرصة الصغيرة، والآن هي السبب في أنني أكتب هذا المقال.
4- بناء شبكة علاقات:
الكثيرون من أصحاب السن الصغير الذين بدأوا العمل في مجال ما يشعرون بالخجل من الاختلاط بباقي الموظفين وأصحاب المواهب، هذا الخجل الصغير يمكنه أن يضرب المستقبل العملي في مقتل، يجب أن تفرض حضورك في أي مكان تعمل فيه، فبعيدًا عن تطور شخصيتك أثناء التعامل مع أصحاب الخبرات، وبغض الطرف عن نمو علاقاتك بالآخرين على المستوى الإنساني والفكري، فتلك الشبكة من العلاقات هي المحطة الأهم في محطات رحلتك الناجحة، يجب أن تتعرف على الجميع، وأن تظهر نفسك وموهبتك وعملك لكل الناس، لأنك لا تعلم من منهم هو صاحب فرصتك القادمة.
5- الثبات وعدم الثبات:
من المهم جدًا خاصة في بداية رحلة العمل أن تثبت أوتادك في مكان واحد، عامان على الأقل حتى تعرف أسلوبك وطريقة عملك وتكتسب خبراتك دون تشتت، حتى لو كان ذلك يعني أن ترفض بعض الفرص التي تشعر أنها لن تفيدك، ولكن وخاصة إذا كنت من أصحاب المواهب يجب أن تفتح لنفسك سوقًا في العمل الحر، فهذا هو ما يبنى لك سيرة ذاتية ضخمة في وقت قصير، وتذكر دومًا أن النجاح يتطلب ألا تنساق خلف تلك الأفكار التي تقول لك أنك لن تنجح، وأن هناك الكثير من التجارب التي فشلت رغم المقومات الكثيرة، وأنك صغير جدًا أو كبير جدًا على أن تبدأ في مجال جديد، محدثك الآن قد كسر لتوه حاجز العشرين.