يشهد سوق العمل الحالي تغيرات كبرى عززتها تبعات جائحة كورونا، وبرزت أهم تلك التغيرات الجذرية في ثقافة العمل وعملية التوظيف، مثل العمل من المنزل أو الاستعداد لمقابلات عن بعد؛ حيث يجب عليك في هذه الحالة أن تمتلك جميع المهارات الفنية والتقنية المطلوبة لإجراء المقابلة الافتراضية، ولم يتغير سوق العمل فيما يخص المقابلات فحسب؛ حتى “أسئلة الإنترفيو” شهدت تغيرات أيضًا ولهذا ننصح جميع المقبلين على سوق العمل بإعداد أنفسهم لأسئلة مقابلات العمل الخاصة بكورونا.
وإليكم في هذا المقال أهم تلك الأسئلة وإجاباتها:
كيف كنت تقضي الوقت أثناء الحجر الصحي؟
في مقابلات العمل التقليدية كان القائم بالمقابلة يسألنا أحيانًا عن مواهبنا وميولنا الشخصية حتى يسمح للمرشح بكسر حالة الخجل ويسمح له بالتدفق في الكلام دون خوف، بعد الجائحة أصبح هذا السؤال هو المنوط به كسر حالة الخوف والرهبة لدى المرشح، ولهذا احرص على أن تكون إجابتك مقتضبة وإيجابية؛ من الممكن مثلا أن تخبر القائم بالمقابلة أنك استمتعت لأول مرة من وقت طويل بقضاء المزيد من الوقت بصحبة العائلة، كما يمكنك أيضًا أن تخبره أنك تعلمت مهارات جديدة؛ فهذا الأمر سيتيح للمحاور أن يعلم أنك تمكنت من تحقيق أقصى استفادة من وقت الحجر الصحي.
كيف أثر الوباء على أهدافك المهنية؟
هذا السؤال غرضه معرفة إذا كنت مهتمًا حقًا بالحصول على هذا الدور الوظيفي تحديدًا أم أنها بالنسبة إليك مجرد عمل ستقوم به، ولهذا دعنا نخبرك كيف يسير الأمر: لنفرض أنك أجبت وقلت “أن جائحة كورونا جعلتك تشعر بالإحباط وبأن كل الأمور أصبحت متشابهة بالنسبة إليك فالناس يموتون في الخارج” وقتها تأكد جيدًا أن القائم بالمقابلة لن يستغرق دقيقة واحدة في استبعادك من العمل حتى لو كنت تملك جميع المهارات المطلوبة للوظيفة.
وعليه ننصحك في هذه الحالة بالإجابة على السؤال بالطريقة التالية؛ “أهدافي ورؤيتي المهنية واضحة جدًا بالنسبة لي، أعرف أن هذا الوباء أثر على حياة الجميع، لكنني بذلت قصارى جهدي من أجل الالتزام بأهداف حياتي المهنية وواصلت تحضيراتي للوصول إلى هذه الوظيفة “.
كيف تكيفت مع العمل عن بعد؟
يسألك القائم بالمقابلة هذا السؤال تحديدًا من أجل معرفة مدى قدرتك على التكيف مع التغييرات الرقمية والتطور التكنولوجي فأغلب الشركات تريد فقط توظيف المرشحين الأكثر مرونة والذين يمكنهم التكيف بشكل فعال مع كل التغييرات الممكنة وفي هذه الحالة يُنصح بشدة بعدم ذكر النقاط السلبية المتعلقة بالعمل عن بعد وعوضًا عن ذلك يجب التركيز على الجوانب الإيجابية لبيئة العمل المتغيرة وكيف أنها تسمح للموظفين بالتطور والنمو في مختلف الحالات وتحت كل الظروف.
اقرأ أيضًا: العمل من المنزل في زمن كورونا.. أدوات للتواصل
كيف تعاملت مع ضغوط العمل أثناء أزمة كورونا؟
عادة ما يُطرح هذا السؤال في مقابلات العمل حتى يُعرف من خلاله مدى قدرتك على العمل تحت ضغط وإلى أي مدى يمكنك البقاء على الأمور تحت السيطرة، وفي هذا السؤال تحديدًا لا توجد إجابة محددة وكل ما مطلوب منك حينها هو الصدق والإيجابية، فإذا كنت غير قادر على العمل تحت ضغط لأن ذلك يأتي على حساب حياتك الشخصية وأفراد عائلتك أخبرهم بذلك ولكن انتقي كلماتك بعناية بالغة.
يمكنك على سبيل المثال أن تقول “وسط هذه الفوضى الوبائية في كل مكان هناك، من الطبيعي أن يكون لدي بعض الضغوط مثل الجميع، ولكني لا أسمح لضغط العمل أبدًا أن يتجاوز حدًا معينًا بحيث يؤثر على حياتي الشخصية، فمن المهم بالنسبة لي أن أقضي وقتًا كافيًا مع أفراد عائلتي حتى أعود للعمل بإيجابية”.
يمكنك أيضًا أن تأخذ دفة الحوار في منطقة أخرى وتبرز قدرتك على إدارة وقتك بفعالية؛ أخبرهم على سبيل المثال بالرد التالي “كانت الأمور صعبة بعض الشيء في بداية الوباء وهو الأمر الذي جعلني أدرك أنني بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة وجيدة على الطريقة التي كنت أدير بها وقتي ولهذا قمت بوضع جدول يومي لنفسي حتى أملك فكرة واضحة عن أولوياتي وهو الأمر الذي سمح لي بإنجاز جميع أعمالي بعيدًا عن التوتر”
ما هي أهم الدروس التي تعلمتها من جائحة كورونا؟
هذا السؤال مهم وتقريبًا لا تخلو منه مقابلة عمل في الوقت الحالي بمعنى آخر يريد القائم بالمقابلة أن يتأكد بأنك قادر على التعلم والنمو خلال الأوقات الصعبة؛ بالنسبة لي استحضار الدروس من جائحة راح ضحيتها الكثير من الأرواح ليست بالأمر الهين أو السهل، ولكن يمكنك الإجابة على هذا السؤال بالأمور التي أدركتها بعد كورونا مثل أهمية العائلة والوقت الذي نقضيه بصحبتها وكيف أن أفراد عائلتك هم فقط من سيظلون موجودين في الأوقات الصعبة، ويمكنك أيضًا أن ترد على هذا السؤال وتقول أن هذا الوباء علمنا أن الحياة لا يمكن التنبؤ بها ويجب ألا نؤخر أهدافنا المهنية وأحلامنا المستقبلية أبدًا.
في النهاية استعدادك المهني والنفسي يتوقف على عناصر متععدة، وجاهزيتك لعبور مرحلة الإنترفيو هي نصف الطريق للحصول على الوظيفة.