في مساحات العمل قد تتعرض النساء لبعض الممارسات التميزية، وذلك في إطار ثقافة مجتمعية قد ترى بعض الممارسات بعين التسامح وعدم الاستهجان، ومساحات العمل لا تأتي بجديد أو خارج السياق، الفارق هو أن في بيئة المدججة بالفرص والمخاوف، والمحاطة بالآمال والطموحات، قد تصبح الإشارة إلى تلك الممارسات تحديًا للنساء.
في هذا المقال أسرد لكم 5 من أشهر وأوسع الممارسات انتشارًا في أماكن العمل، وأكثرها مرورًا كأن شيئًا لم يكن.
1- الشرح بدون طلب
في مساحات العمل قد لا يتساوى الجميع في المعرفة والخبرة، وهو أمر متوقع لاختلاف الخبرات الشخصية والعملية من موظف لآخر، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الخبرات التي يتمتع بها أحد الموظفين هي حصرية له.
المرأة تتعرض بشكل يومي لما يسمى بالشرح غير المطلوب من زملائهن الرجال، بما يعني افتراض أنها لا تجهل تفاصيل عملها أو ما ستقوم به، أو ما يتم نقاشه في اجتماع، وبناءً على هذا الافتراض قد يقوم زميل بشرح أساسيات وبديهيات تخص عملها لها، وهو ما يعني أنه لا يأخذها على محمل الجدية أو لا يتوقع أنها تعلم عن هذا الأمر.
2- التقليل من الخبرة والكفاءة
كما أن الشرح بدون طلب وافتراض الجهل عند الزميلات في مساحات العمل، خاصة حين يتعلق الأمر بمهام معقدة أو متخصصة، هناك أيضًا أشكال أخرى من التصغير والتقليل:
• كأن يشار إلى امرأة على أنها “بنت” وبالرغم من أن صاحب الإشارة قد لا يقصد ذلك، لكن “بنت” تفترض دومًا صغر السن، الخبرة، وقلة الكفاءة، وبالطبع الحاجة المستمرة للمساعدة والتعليم، مما يعني غض البصر عن إمكانياتهن.
• إعطاء فرص للنمو الوظيفي للرجال مقابل عدم إعطاء ذات الفرص للنساء، بافتراض أن ظروفهن لن تسمح، دون الرجوع إليهن أو دون العدل في إتاحة الفرص للترقي أو النقل أو إسناد مشاريع أو مهام أكبر.
• ترجيح آراء الرجال على آراء النساء بدون الاستناد إلى الخبرة.
3- افتراض أن على النساء أن يتصرفن بشكل معين
بما في ذلك المظهر، السلوك، الصوت، كيفية إدارة الأمور والضغوط، …إلخ، وهو ما يضع سلسلة من التوقعات على عاتق النساء في مساحة العمل، وكأن عليهن أن يتبعوا صورة أو نمط محدد يتطابق مع ما يتوقعه زملاء ومديرين العمل.
4- استغلال الحياة الشخصية كنقطة ضعف
بداية من سؤالها في مقابلة العمل إن كانت تنوي الزواج أو تخطط للحمل، نهاية بالنظر إليها وكأنها ترتكب جريمة حين تضع حياتها الشخصية أولوية فوق عملها بالتنازل عن العمل متأخرًا أو المبادرة بإدارة مشروع أو عمل مهام زائدة، فينظر لها كأنها موظفة غير موفقة أو لا تهتم بعملها أو غير ملتزمة، فقط لأنها أم على سبيل المثال أو لأنها تهتم بأسرتها.
5- الاتهام بالتهويل
من الطبيعي في العمل أن تحدث خلافات وهو أمر متوقع، لكن هناك ممارسات تتم في خضم الخلافات تأخذ شكل أو أكثر من أشكال العنف مثل الاتهام بالتهويل أو الدراما. واتباعًا للتنميط الخاص بالنساء وربطهن بالعواطف (بشكل خاطئ) فيتم الاستهزاء والاستهانة بشكاوى النساء على اعتبار أنها تعطي للموضوع أكبر من حجمه.
6- الامتناع عن تعيين النساء في مناصب قيادية
أو ما هو أسوأ التوهم بتعيين نساء في مناصب قيادية، لكن حصرها في مجموعة معينة أو غير مؤثرة من الوظائف، لا تغير من صناعة القرارات في مكان العمل. كأن تكون القيادات المؤثرة في صناعة القرار كلها من الرجال، وتنحصر الأدوار القيادية للنساء في مكان العمل على إدارة الموارد البشرية على سبيل المثال.
إذا كنت تتعرضين لأي من هذه الممارسات، عليك مواجهتها بذكاء ونشر الوعي بها بين زميلاتك من النساء.
أقرأ أيضا: من الإنبوكس: مديري متحرش.. ما الحل؟